بلاش تحفظ كلمات وبس! اعمل كده وخلي مستواك في اللغة الأجنبية ياخد "وجبة دسمة"

مشاركة المقال
وقت القراءة المقدر 5-8 دقائق

بلاش تحفظ كلمات وبس! اعمل كده وخلي مستواك في اللغة الأجنبية ياخد "وجبة دسمة"

أنت كمان كده؟

موبايلك مليان تطبيقات لحفظ الكلمات، وعامل سيف (أو حاطط في المفضلة) كوم كتب "قواعد النحو الكاملة"، وبتواظب على المذاكرة كل يوم، لدرجة إنك بتحس إنك قربت تتأثر بمجهودك أنت نفسك!

بس لما بتيجي اللحظة اللي محتاج تستخدم فيها اللغة الأجنبية بجد – عايز تفهم مقال شيق، تتكلم كام كلمة مع صحابك الأجانب، أو تتفرج على فيلم من غير ترجمة – فجأة بتحس إن دماغك فاضية خالص، والكلمات اللي "مألوفة وغريبة" في نفس الوقت بتعدي في دماغك، بس مش عارف تربطها ببعضها خالص.

كلنا بنفتكر إن المشكلة في إن "حصيلة الكلمات قليلة" أو "القواعد مش متثبتة". بس إيه رأيك لو قلتلك إن المشكلة الحقيقية ممكن ما تكونش كده خالص؟

تعلم اللغات، زي ما تتعلم تطبخ

تخيل إنك عايز تبقى شيف كبير.

اشتريت أحسن المكونات في العالم (الكلمات)، وقريت كل وصفات مطاعم ميشلان (كتب القواعد)، وحتى حفظت مكان كل نوع توابل وتاريخه صم.

بس عمرك ما ولعت نار بجد، ولا مسكت معلقة بنفسك، ولا جربت درجة حرارة الزيت، ولا دُقت الأكل اللي أنت عامله.

تقدر تقول إنك بتعرف تطبخ؟

تعلم اللغات نفس الكلام. إنك تحفظ كلمات بس، وتذاكر قواعد، ده زي واحد بيحب الأكل بس، بيجمع مكونات ووصفات بس، مش شيف يقدر يعمل كل أنواع الأكل. احنا جمعنا "مكونات" كتير أوي، بس قلما بن "طبخها" بجد.

و"القراءة"، هي أهم عملية "طبخ" في تعلم اللغات، وأكتر حاجة بننساها. بتقدر تحوّل الكلمات المتناثرة والقواعد الجامدة، لأطباق "ثقافية" سخنة مليانة حياة.

إدي دماغك "قائمة أكل" سنوية

أنا عارف، أول ما بنقول قراءة، ممكن دماغك تصدع تاني: "أقرأ إيه؟ ولو صعب ومش فاهم؟ ولو مفيش وقت؟"

متقلقش. مش محتاجين نبدأ بكتب كبيرة ومكلكعة. بالعكس، ممكن نعمل لنفسنا "قائمة قراءة" سنوية ممتعة وسهلة، زي ما بندوق الأكل الحلو.

الهدف الأساسي من القايمة دي مش "نخلص مهمة" قد ما هو "ندوق الطعم". كل شهر، نغيّر "نوع الأكل"، ونستكشف جوانب مختلفة من اللغة والثقافة.

ممكن تخطط ل"القايمة" بتاعتك كده:

  • يناير: دوق "طعم التاريخ" إقرأ كتاب تاريخ أو سيرة ذاتية عن بلد اللغة اللي بتتعلمها. هتلاقي إن كلمات وعادات كتير أنت عارفها، وراها حكاية تحفة.

  • فبراير: خد "حلويات الحياة" إختار رواية رومانسية أو كتاب قرايته سهلة باللغة اللي بتتعلمها. ماتخافش من إنها تبقى "طفولية"، حس إزاي أهل البلد بيعبروا عن الحب والرومانسية بلغتهم.

  • مارس: إشرب "شوربة الأفكار الدسمة" إقرأ كتاب مش خيالي، زي كتاب عن طرق المذاكرة، أو تطوير الذات، أو ظاهرة اجتماعية معينة. شوف إزاي ثقافة تانية بتفكر في المشاكل اللي بتهمنا كلنا.

  • إبريل: جرب "طعم جديد" إختار حاجة عمرك ما قرأت فيها، زي الخيال العلمي، الشعر، أو روايات بوليسية. دي زي مغامرة للحواس، وممكن تعملك مفاجآت ما كنتش تتوقعها.

  • مايو: شوف الدنيا بعيون "شيف مختلفة" إختار عمل لكاتبة عمرك ما قرأت ليها. هتشوف ثقافة البلد ومشاعرها من منظور جديد خالص ورقيق.

... وممكن تكمل باقي الشهور على حسب اهتماماتك أنت. المهم إنك تخلي القراءة زي مغامرة أكل مليانة ترقب، مش مهمة دراسية تقيلة.

كام نصيحة تخلي "التذوق" أحلى

  1. ماتخافش إنك "ماتكملش الأكل": الكتاب بتاع الشهر ده ماخلصش؟ ولا يهمك! زي ما بتروح تاكل في بوفيه مفتوح، هدفنا ندوق أطباق كتير ومتنوعة، مش نخلص كل طبق. حتى لو قرأت كام فصل بس، طالما استفدت، يبقى أنت كسبت.

  2. إبدأ ب"وجبات الأطفال": لو أنت لسه بتبدأ، ماتترددش، إبدأ على طول بكتب الأطفال أو الكتب المتدرجة (Graded Readers). وراء اللغة البسيطة، غالبًا بتلاقي أنقى الثقافات والقيم. محدش قال إن تعلم اللغات لازم يبقى "قفزة في الهوا مرة واحدة".

  3. إستخدم "أدوات مطبخك الذكية" كويس: لو قابلت كلمة ماتفهمهاش وأنت بتقرأ، أو عايز تتكلم مع صحابك الأجانب اللي بيقرأوا نفس الكتاب، تعمل إيه؟ هنا بالظبط التكنولوجيا ممكن تساعدك. مثلاً، إستخدم أبلكيشن شات زي Intent اللي فيه ترجمة بالذكاء الاصطناعي، مش بس هتقدر تدور على معاني الكلمات بسهولة، لأ كمان هتعرف تتكلم مع قراء من كل حتة في العالم من غير أي مشاكل. جمال اللغة بيظهر بجد في التواصل.


كفاية تبقى "جامع مكونات" للغة وبس.

في السنة الجديدة دي، يلا بينا "نولّع نار"، ونطبخ الكلمات والقواعد اللي في دماغنا، ونحولها ل"ولائم لغوية" بجد بتغذي فكرنا وروحنا.

من النهاردة، إفتح أي كتاب، حتى لو صفحة واحدة. هتلاقي إن العالم بيتفتح قدامك بطريقة عمرك ما كنت تتخيلها.