ليه الكلمات اللي بتحفظها بتطير من دماغك دايمًا؟ عشان طريقة تعلّمك للغة كانت غلط من الأساس.

مشاركة المقال
وقت القراءة المقدر 5-8 دقائق

ليه الكلمات اللي بتحفظها بتطير من دماغك دايمًا؟ عشان طريقة تعلّمك للغة كانت غلط من الأساس.

عمرك مريت بتجربة زي دي؟

بعد ما قضيت كذا ليلة عشان تحفظ لستة كلمات طويلة أوي. بس بعد كام يوم بس، الكلمات دي اختفت من دماغك كإنها ما كانتش موجودة خالص. بتعلّم على الأبلكيشن، وبتذاكر وتتعب نفسك في الكتب، لكن تعلّم اللغة بيبقى عامل زي ما تكون بتكبّ مية في جردل مخروم – مجهود كبير، ونتيجة ضعيفة جدًا.

ليه بيحصل كده؟ هل عشان إحنا ككبار مخنا خلاص "صدّى"؟

لأ خالص. المشكلة إن إحنا طول الوقت بنتعلم بطريقة غلط.

بطل "تقرا" وصفات أكل، انزل المطبخ واعمل أكلة بنفسك بقى

تخيّل إنك عايز تتعلم تعمل طبق لحمة معينة. هل هتقعد ماسك كتاب وصفات وبس، وتكرر حفظ الكلمات دي: "قطع، اسلق، حمّر، سيبها تستوي براحتها"؟ ولا هتدخل المطبخ وتجرب تعملها بنفسك؟

الإجابة واضحة أوي. لما تقطع اللحمة بإيدك، وتحس درجة حرارة الزيت، وتشم ريحة الأكل الحلوة، جسمك ومخك ساعتها هما اللي هيتعلموا "صح" إزاي تعمل الطبق ده. المرة الجاية لما تيجي تعملها، ممكن ما تحتاجش كتاب الوصفات أصلًا.

نفس الفكرة بالظبط في تعلّم اللغة.

إحنا دايمًا بنفتكر إن تعلّم اللغة هو "حفظ كلمات" و "حفظ قواعد"، زي ما تكون بتقرا كتاب وصفات أكل مش هتعرف تعمل منه أبدًا. لكن اللغة في الأساس مش مجرد معلومات بتتحفظ، دي مهارة، مهارة محتاجة منك تشارك فيها بكل حواسك.

وده السبب اللي بيخلي الأطفال بيتعلموا اللغات بسرعة رهيبة. هما مش "بيتعلموا"، هما "بيلعبوا". لما الأم تقول "هات حضن"، بتلاقيه بيمد إيديه الاتنين عشان يحضن؛ ولما الأب يقول "لأ" أو "عيب"، بتلاقيه بيسحب إيده الصغيرة بسرعة. كل كلمة بتكون مرتبطة بحركة معينة، وإحساس حقيقي في وقتها.

هما بيعملوا "أكلة" بجسمهم، مش بيقروا "وصفة" بعينيهم.

مخك، بيحب الذكريات اللي "بتتحرك" أكتر

العلم بيقول لنا إن مخنا مش "دولاب فايلات" بنحفظ فيه الكلمات، لكنه "شبكة" مترابطة من عدد لا نهائي من الخلايا العصبية.

لما تقرا كلمة "jump" في سرك بس، المخ بيدي إشارة ضعيفة أوي. لكن لما تقرا كلمة "jump" وفي نفس الوقت تنط فعلًا، الوضع بيبقى مختلف تمامًا. إدراكك البصري والسمعي والحركي، كله بيشتغل في نفس الوقت، وهما مع بعض بيكونوا شبكة ذاكرة أقوى وأمتن.

الحركة دي كأنها بتعمل "طريق سريع" للذاكرة، المعلومات بتوصل أسرع، وصعب إنك تنساها.

وده السبب اللي بيخليك بعد سنين طويلة، ممكن تكون نسيت بيت شعر معين، لكن عمرك ما هتنسى إزاي تسوق عجلة. لأن ركوب العجلة دي ذاكرة جسدية، اتحفرت في عضلاتك وأعصابك.

إزاي تتعلم اللغة كأنك "بتعمل أكل"؟

الخبر الحلو هو إن مخ كل واحد فينا لسه محتفظ بقدرة التعلّم القوية دي. كل اللي محتاجه دلوقتي إنك تصحيها تاني.

انسى لستات الكلمات المملة دي، وجرّب الطرق دي:

  1. "مثّل" الكلمة: لما تتعلم "افتح الباب" (open the door)، اعمل حركة فتح الباب فعلًا؛ ولما تتعلم "اشرب مايه" (drink water)، امسك الكوباية واشرب منها. خلي أوضتك مسرح تفاعلي.
  2. العب "لعبة الأوامر": هات صاحبك، والعبوا "سيمون بيقول" باللغة اللي بتتعلمها. زي "سيمون بيقول، المس مناخيرك" (Simon says, touch your nose). مش بس مسلية، دي كمان بتخليك تتفاعل بسرعة وبشكل تلقائي.
  3. احكي قصة بجسمك: لما تيجي تتعلم قصة جديدة أو محادثة، حاول تمثلها بحركات جسم مبالغ فيها. هتلاقي إن الأحداث والكلمات ثبتت في دماغك بشكل قوي جدًا.

الخلاصة في نقطة واحدة: خلي جسمك يشارك في الموضوع.

لما تحوّل اللغة من "مجهود ذهني" لـ "تمرين لكل الجسم"، هتلاقيها مبقتش حمل عليك، بل بقت متعة. الحفظ مش محتاج مجهود، بيحصل لوحده طبيعي.

طبعًا، لما تتمكن من الكلمات الأساسية والأحاسيس دي عن طريق جسمك، الخطوة اللي بعدها إنك تستخدمها في محادثات حقيقية. بس لو مفيش حد حواليك تمارس معاه اللغة هتعمل إيه؟

هنا التكنولوجيا بتدخل وتساعدك مساعدة كبيرة أوي. تطبيقات الدردشة زي Intent فيها ترجمة فورية بالذكاء الاصطناعي، وده بيخليك تتواصل مع أي حد في العالم من غير أي عوائق. ممكن تتجرا وتستخدم الكلمات والحركات اللي لسه متعلمها عشان تعبر عن اللي جواك، حتى لو غلطت، اللي قدامك هيفهمك عن طريق الترجمة، وانت كمان هتشوف الترجمة الصح أو أكتر طريقة كلام دارجة. بكده، التطبيق ده بيحوّل ممارسة اللغة من "امتحان" فيه توتر، لمحادثة حقيقية ممتعة ومريحة.

عشان كده، بطل تشتكي إن ذاكرتك ضعيفة. انت مش ذاكرتك ضعيفة، انت بس بتستخدم طريقة غلط.

من النهاردة، بطل تكون مجرد "ناقد أكل" للغة، بتقرا وبس من غير ما تعمل أي حاجة. ادخل "المطبخ"، واعمل "أكل" بلغتك الجديدة بنفسك بقى. هتتفاجئ إن مخك ده بيعرف "يتعلم" بشكل مذهل.