ربما طريقتك في تعلم اللغات خاطئة من الأساس!

شارك المقال
مدة القراءة المقدرة 5-8 دقائق

ربما طريقتك في تعلم اللغات خاطئة من الأساس!

كثير منا مر بهذه التجربة: قضينا سنوات في تعلم الإنجليزية، وحفظنا عددًا لا يحصى من الكلمات، لكن عندما نقابل الأجانب، لا نزال لا نجيد سوى جملة "كيف حالك؟" أو ربما نعتقد دائمًا أن تعلم اللغة يجب أن يبدأ بـ "مرحبًا" و "شكرًا"، بهدف الدردشة مع السكان المحليين أو للسفر.

لكن ماذا لو أخبرتك أن هناك طريقة تعلم أقوى، لا تسعى إلى "المحادثة بطلاقة"، بل تعتبر اللغة مفتاحًا لفتح عالم أنت مفتون به حقًا؟

اليوم، أود أن أشاركك قصة. بطل القصة هو طالب دكتوراه تايواني يدرس التاريخ البيزنطي في ألمانيا. من أجل بحثه، أجبر نفسه على أن يصبح "فكّاكًا لرموز" اللغات الألمانية والفرنسية واليونانية القديمة واللاتينية.

انظر إلى تعلم اللغات كـ "لعبة تحقيق بوليسية"

تخيل أنك محقق بارع، وقد استلمت قضية غامضة عمرها آلاف السنين — لغز صعود وسقوط الإمبراطورية البيزنطية.

هذه القضية قديمة جدًا، وجميع الملفات الأصلية (المواد التاريخية الأولية) مكتوبة بلغتين قديمتين أشبه بالرموز المشفرة: اليونانية القديمة واللاتينية. لفهم هذه الأدلة الأولية، يجب عليك أولًا أن تتعلم فك هذه الرموز.

والأكثر تعقيدًا من ذلك، أنه على مدى المائة عام الماضية، قام عدد من أبرع المحققين في العالم (العلماء المعاصرون) بدراسة هذه القضية أيضًا. لقد كتبوا كميات هائلة من الملاحظات التحليلية بلغاتهم الأم — الألمانية والفرنسية. نتائج أبحاثهم هي الخيوط الرئيسية لحل القضية، ولا يمكنك تجاهلها بأي حال من الأحوال.

ما العمل؟

السبيل الوحيد هو أن تتحول إلى "محقق خارق" يجيد عدة لغات.

طالب الدكتوراه في التاريخ هذا، هو بالضبط هذا النوع من "المحققين الخارقين". هدفه لم يكن تعلم كيفية طلب كوب قهوة باللاتينية، بل أن يكون قادرًا على قراءة أعمال شيشرون، ورؤية ما وراء ضباب آلاف السنين من التاريخ. تعلم الألمانية والفرنسية لم يكن للدردشة العابرة مع الآخرين، بل ليكون قادرًا على الوقوف على أكتاف العمالقة، وفهم أحدث الأبحاث الأكاديمية.

ترى، عندما يتحول هدف التعلم من "التواصل اليومي" إلى "فك الألغاز"، يتغير منطق التعلم بأكمله.

"لماذا" تتعلم يحدد "كيف" تتعلم

مسار تعلم هذا الدكتور، يشرح هذا المبدأ بشكل مثالي:

  • اليونانية القديمة واللاتينية: للقراءة فقط، لا للنطق. لم يعلمه أستاذه في الصف "كيف حالك"، بل أخرج مباشرة كتاب قيصر "الحرب الغالية"، وبدأ بتحليل التراكيب النحوية. ولأن الهدف كان قراءة النصوص والمخطوطات، فقد تركز كل التدريس حول هذا المحور. درس اليونانية القديمة لمدة عام ونصف، وحتى أنه لم يكن يجيد استخدامها في التحيات البسيطة، لكن هذا لم يمنعه من قراءة تلك المخطوطات القديمة المعقدة.

  • الألمانية والفرنسية: "أدوات لحل القضايا". كان عليه أن يجري نقاشات أكاديمية عميقة مع أستاذه وزملائه باللغة الألمانية، لذلك كان لابد أن تكون مهاراته في الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة باللغة الألمانية ممتازة. أما الفرنسية، فكانت الأداة الأساسية لقراءة كميات هائلة من المواد البحثية. هاتان اللغتان كانتا سلاحه للبقاء والقتال في الدوائر الأكاديمية.

أكبر إلهام تمنحه لنا هذه القصة هو: لا تسأل "كيف أتقن لغة؟" بل اسأل نفسك أولًا "لماذا أتعلم؟"

هل تريد فهم فيلم فرنسي بدون ترجمة؟ هل ترغب في قراءة رواية أصلية لكاتب ياباني؟ أم تود التواصل مع زملاء من جميع أنحاء العالم لإنجاز مشروع مشترك؟

كلما كان "لماذا" تتعلم أكثر تحديدًا وإلحاحًا، كلما أصبح تعلمك أكثر توجيهًا وحماسًا. لن تقلق بعد الآن بشأن مقولة "هذه الكلمة لا فائدة منها"، لأنك تعلم أن كل كلمة وكل قاعدة نحوية تتعلمها، هي مفتاح لكنزك الذي لا يقدر بثمن.

اللغة: جسر للتواصل مع العالم

من المثير للاهتمام أن المهارات الشفوية باللغة الإنجليزية لهذا الدكتور، تطورت لديه في ألمانيا.

في مجال بحثه، تجمع باحثون من جميع أنحاء العالم مثل السويد والبرازيل وإيطاليا. وعندما اجتمعوا معًا، أصبحت الإنجليزية هي اللغة المشتركة الأكثر ملاءمة. كانت هذه الحاجة الحقيقية للتواصل بهدف حل المشكلات هي التي دفعت قدراته الإنجليزية للتقدم بشكل مذهل.

هذا يثبت بالضبط أن جوهر اللغة هو التواصل. سواء كان ذلك لربط الحكمة القديمة، أو ربط الناس من خلفيات ثقافية مختلفة في العصر الحديث.

في عالمنا المعولم اليوم، يمكن لكل منا أن يصبح نقطة وصل كهذه. ربما لا تحتاج إلى إتقان أربع أو خمس لغات مثله، لكن امتلاك أداة يمكنها كسر حواجز التواصل في أي وقت، سيأخذك بلا شك إلى أبعد من ذلك. الآن، تطبيقات الدردشة مثل Intent، يمكنها بالفعل أن تمكنك من التواصل بسهولة مع أي شخص في أي ركن من أركان العالم بلغته الأم، وذلك بفضل الترجمة الفورية بالذكاء الاصطناعي المدمجة فيها. هذا أشبه بتزويد أفكارك بـ "مترجم عالمي"، مما يجعل التواصل أسهل من أي وقت مضى.

لذا، توقف عن اعتبار تعلم اللغة مهمة شاقة.

اعثر على "السبب" الذي يثير شغفك، واعثر على "اللغز" الذي تريد حله. ثم، اجعل اللغة أداة استكشافك، وانطلق بشجاعة لاستكشاف هذا العالم الأوسع. ستكتشف أن عملية التعلم لم تعد صراعًا مؤلمًا، بل هي رحلة اكتشاف مليئة بالمفاجآت.