إذا كنت تتحدث الإنجليزية فقط، فستصبح "شخصاً خفياً" في الخارج

شارك المقال
مدة القراءة المقدرة 5-8 دقائق

إذا كنت تتحدث الإنجليزية فقط، فستصبح "شخصاً خفياً" في الخارج

ألم تسمع مقولة كهذه من قبل: "هل ستذهب إلى هولندا؟ مهلاً، لا تقلق، يتحدثون الإنجليزية بطلاقة أكبر من الإنجليز أنفسهم، لذلك لا داعي لتعلم الهولندية على الإطلاق!"

يبدو هذا الكلام مطمئناً للغاية، لكنه قد يكون فخاً ناعماً. يجعلك تعتقد أنك بحيازتك لتذكرة "العبور العالمي" هذه، وهي اللغة الإنجليزية، ستتمكن من المرور دون عوائق. لكن الواقع هو أنك ربما اشتريت تذكرة "سياحية" فقط، وستبقى دائماً واقفاً خارج جدار زجاجي غير مرئي، تشاهد الحياة الحقيقية وهي تعرض ببهجة وصخبها، بينما لا تستطيع الاندماج فيها بنفسك.

ما تعتقده "بلا عوائق"، هو في الواقع "حجاب رقيق"

تخيل أنك تمت دعوتك لحضور حفل عائلي رائع للغاية.

المضيفون لطفاء للغاية، ولمراعاتك، تحدثوا معك خصيصاً بـ "اللغة المشتركة" (الإنجليزية). يمكنك بسهولة الحصول على الطعام والشراب، وتبادل أطراف الحديث ببساطة مع الجميع. كما ترى، لا توجد أي مشكلة في البقاء على قيد الحياة.

لكن سرعان ما ستكتشف أن المتعة الأساسية للحفل، تلك النكات المضحكة حقاً، والمزاح الحميم بين أفراد العائلة، وقصص ما قبل النوم الدافئة، كلها تجري بـ "لغتهم الأم" (الهولندية).

في كل مرة يندفعون فيها بضحكة عالية، لا يمكنك سوى أن تبتسم بلطف معهم، بينما يدق قلبك متسائلاً: "ما الذي يضحكون عليه؟" أنت أشبه بـ "ضيف" مرحب به، لكنك لن تكون أبداً "فرداً من العائلة".

هذه هي الصورة الحقيقية للعيش في هولندا بالاعتماد على اللغة الإنجليزية فقط.

  • في السوبر ماركت، أنت "خبير ألغاز": تريد شراء زجاجة شامبو، فتعود إلى المنزل بزجاجة بلسم. تريد شراء بعض الشوفان، فتكاد تضيف طعام الكلاب إلى فطورك. لأن جميع الملصقات، من المكونات إلى معلومات الخصم، مكتوبة بالهولندية.
  • في محطة القطار، أنت "مسافر قلق": المذياع يذيع تغييرات مهمة في الأرصفة، وتومض شاشات العرض بأسماء المحطات التالية، لكن كل ذلك باللغة الهولندية. لا يسعك إلا أن تصغي باهتمام وتحدّق بعينين واسعتين، خوفاً من أن تتجاوز محطتك دون أن تنتبه.
  • في الحياة اليومية، أنت "شخص خارج الدائرة": الرسائل البنكية التي تتلقاها، وإشعارات البلدية، وحتى قوائم خدمة العملاء الصوتية التلقائية لشركات الاتصالات، كلها باللغة الهولندية. هذه الأمور كلها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياتك، لكنك كـ "أميّ"، بحاجة إلى طلب الترجمة من الآخرين في كل مكان.

نعم، الهولنديون ودودون للغاية. عندما تبدو تائهاً ومتحيراً، سينتقلون فوراً إلى الإنجليزية بطلاقة لمساعدتك وإخراجك من المأزق. لكن هذا الشعور بـ "الاعتناء بك"، هو ما يذكرك تحديداً بأنك: "غريب" يحتاج إلى معاملة خاصة.

اللغة ليست حاجزاً، بل هي "رمز سري"

فهل من الضروري أن تتحدث الهولندية بطلاقة تامة وكأنها لغتك الأم؟

بالتأكيد لا.

المفتاح يكمن في تعلم اللغة المحلية، حتى لو كانت مجرد بضع عبارات تحية بسيطة، أو تقديم ذاتي غير متقن، كل ذلك يشبه إفصاحك لهم عن "رمز سري".

هذا الرمز يعني: "أنا أحترم ثقافتكم، وأرغب حقاً في فهمكم".

عندما تقول في المخبز بلهجة هولندية متقطعة "أريد خبزاً"، ما تحصل عليه قد لا يكون مجرد خبز، بل ابتسامة مشرقة وصادقة من صاحب المتجر. هذا الشعور بالاتصال الفوري، لا يمكن لأي قدر من الطلاقة في الإنجليزية أن يحققه.

  • مع قليل من الهولندية، تتحول من "سائح" إلى "جار ممتع". سيفاجأ السكان المحليون بجهودك ويكونون أكثر استعداداً لبدء حوار حقيقي معك.
  • مع قليل من الهولندية، تتحول من "شخص قلق" إلى "خبير حياة". يمكنك فهم عروض التخفيضات في السوبر ماركت، والاستماع إلى إعلانات محطات القطار، ويقل شعور عدم اليقين في حياتك بشكل كبير، ويحل محله شعور بالهدوء والثقة.
  • مع قليل من الهولندية، تهدم ذلك "الجدار الزجاجي". تستطيع فهم نكات الأصدقاء، والتحدث معهم بعمق أكبر، ولم تعد "ضيفاً" في الحفل، بل صديقاً مدعواً "للدائرة الداخلية" حقاً.

لا تدع اللغة تصبح آخر عقبة أمام تكوين الصداقات

التواصل الحقيقي هو التقاء القلوب، وليس ترجمة لغوية دقيقة.

عندما تدردش مع أصدقاء هولنديين جدد، وترغب في مشاركة قصصكما بعمق أكبر، يجب ألا تصبح اللغة عائقاً. في هذه اللحظة، يمكن لأدوات الدردشة المزودة بميزات الترجمة بالذكاء الاصطناعي مثل Intent أن تكون ذات فائدة كبيرة. يمكنها مساعدتك في تجاوز فجوة اللغة، وجعل كل محادثة أكثر صدقاً وعمقاً، دون الحاجة إلى التبديل المحرج بين "التحدث بالهولندية أو الإنجليزية".

في النهاية، قرار تعلم لغة جديدة من عدمه، يعود إليك. يمكنك اختيار البقاء في منطقة راحتك، لتكون "سائحاً" مسترخياً.

لكن يمكنك أيضاً اختيار اتخاذ تلك الخطوة الصغيرة، لتعلم ذلك "الرمز السري".

هذا لا يتعلق بالموهبة، ولا بمدى إتقانك للغة في النهاية. الأمر يتعلق بخيار: هل تريد أن ترى العالم من وراء الزجاج، أم تريد أن تدفع الباب وتدخل فعلاً، لتصبح جزءاً من القصة؟