أنت مش عشان مش بتعرف تتعلم لغة أجنبية، أنت بس ما فهمتش "عقلية الصياد"
هو أنت كمان كده؟
موبايلك عليه كذا أبلكيشن لتعلم اللغات الأجنبية، وعلى رف مكتبتك كتب "من الصفر للاحتراف"، ومحفوظاتك مليانة نصايح "الأساتذة الكبار".
حاسس إنك جهزت كل حاجة عشان تتعلم لغة أجنبية. بس النتيجة إيه؟
ما تستعجلش في الحكم. النهاردة، عايز أشاركك سر: المشكلة اللي بتواجهها، ممكن تكون مالهاش علاقة خالص بموهبة اللغات.
أنت بتشتري "سمك" ولا بتتعلم تصطاد؟
تخيل إنك عايز تاكل سمك. عندك اختيارين:
- كل يوم تروح السوق وتشتري سمك غيرك اصطاده.
- تتعلم إزاي تصطاد بنفسك.
معظم منتجات تعلم اللغات، عاملة زي سوق السمك ده. وهي بتديك قوائم كلمات، وقواعد نحوية، وجمل جاهزة... دي كلها "سمك" جاهز للأكل. النهاردة تشتري واحدة، بكرة تشتري واحدة، وتحس إنك استفدت كتير.
بس المشكلة إنك أول ما بتسيب السوق ده، مابقاش عندك أي حاجة. مش عارف تدور على السمك فين، ولا تستخدم طعم إيه، ولا حتى إزاي ترمي الصنارة.
أما متعلمي اللغات الفعالين بجد، هما مش بيشتروا "سمك"، هما بيتعلموا "صيد".
هما أتقنوا طريقة تعلم اللغة.
هو ده المفتاح. لأنك أول ما بتتعلم "الصيد"، أي نهر صغير، أو بحيرة، أو حتى البحر، ممكن يبقى مصيدك الخاص. أي كتاب تعليمي، أو فيلم، أو أبلكيشن، ممكن يبقى "سنارتك" و"طعمك".
بطل تخزن "عدة صيد"، الأول خليك "صياد"
ناس كتير مش بتعرف تتعلم لغات أجنبية، مش عشان "عدة الصيد" بتاعتهم (موارد التعلم) مش كويسة، لكن عشان بيفضلوا يبصوا لتحت ويدرسوا العدة، ونسيوا يبصوا حواليهم على البركة، والأهم إنهم نسيو يتدربوا إزاي يرموا الصنارة.
- الكورسات اللي دفعت فيها فلوس كتير، هي بالظبط السنارة المتألقة والفاخرة دي.
- إنك تعمل "تشيك إن" على أبلكيشن لمئات الأيام، ده عامل زي إنك بتلمع سنارتك باستمرار.
- الملايين من مواد التعلم اللي عندك، دي زي الطعم المتخزن في المخزن عليه تراب.
الحاجات دي في حد ذاتها مش غلط، لكن لو مش عارف تستخدمها إزاي، مالهاش أي قيمة.
و"عقلية الصياد" الحقيقية هي:
- تعرف إيه "السمك" اللي عايز تصطاده: هدفك إنك تعمل اجتماع مع عملاء بطلاقة، ولا بس عايز تفهم دراما يابانية؟ تحديد الهدف بوضوح، هو اللي بيحدد إذا كنت المفروض تروح "البركة" ولا "البحر".
- افهم عاداتك الخاصة: بتحب تصطاد بهدوء الصبح بدري، ولا ترمي شبكتك في الزحمة بالليل؟ فهم أسلوب تعلمك، هو اللي هيخليك تلاقي الطريقة الأريح والأطول عمرًا.
- حول كل الموارد لـ"عدة صيد" خاصة بيك: كتاب مدرسي ممل؟ ممكن تستخدم بس الأمثلة اللي فيه عشان تتدرب على الكلام. مسلسل بتحبه؟ ممكن تحوله لأكثر مادة استماع حيوية.
لما يكون عندك "عقلية الصياد"، مش هتبقى مجرد متلقي معلومات سلبي، لكن هتتحول لمستكشف معرفي نشيط. مش هتبقى قلقان من "إيه أحسن أبلكيشن"، لأنك عارف إنك أنت نفسك، أحسن أداة تعلم.
ماتخافش، ابدأ "انزل الماية" دلوقتي واتدرب
طبعًا، أحسن تدريب للصيد، هو إنك تروح للمياه بجد.
وبنفس الطريقة، أحسن طريقة لتعلم اللغة، هي إنك "تتكلم" بجد. اتواصل مع ناس حقيقية، حتى لو في الأول هتغلط، وهتتوتر.
ناس كتير بتعطل عند الخطوة دي، عشان خايفة تبان مش كويسة قدام اللي قدامها، أو قلقانة إن اختلاف اللغة يسبب إحراج. ده عامل زي الصياد المبتدئ، اللي خايف الصنارة تقع منه في الماية، فمبيقدرش يرمي أول رمية أبدًا.
لحسن الحظ، التكنولوجيا ادتنا "ملعب تدريب للمبتدئين" مثالي. زي أدوات زي Intent مثلاً، ده عامل زي شريك محادثة بيترجم لوحده. ممكن تتكلم مع متحدثين أصليين من كل حتة في العالم من غير ضغط، لأن الترجمة اللي بالذكاء الاصطناعي اللي جواه بتساعدك تتخطى العوائق. هتشوف النص الأصلي والترجمة بتاعته، وفي المحادثة الحقيقية، هتتعلم إزاي "تصطاد" من غير ما تحس.
بطل تخزن "سمك"، ومن النهاردة، اتعلم إزاي تبقى "صياد" سعيد. هتكتشف إن محيط اللغات في العالم كله مفتوح قدامك.