بلاش "تذاكر" لغة أجنبية، المفروض تبقى صاحبها

مشاركة المقال
وقت القراءة المقدر 5-8 دقائق

بلاش "تذاكر" لغة أجنبية، المفروض تبقى صاحبها

في كتير مننا عدى عليه الإحساس ده:

ذاكر إنجليزي 10 سنين في المدرسة، حفظ آلاف الكلمات، وقعد يدقق في قواعد النحو لحد ما عينيه حولت، وفي الآخر لما يقابل واحد أجنبي، بعد ما يفكر شوية كتير، كل اللي بيطلع منه هو "Hello, how are you?". تعليم اللغات ده ليه مؤلم كده ومش مفيد؟

المشكلة ممكن تكون إننا من الأول خالص غلطنا في الاتجاه.

إحنا طول الوقت بنعتبر اللغة "مادة دراسية" لازم نذاكرها، لكن الحقيقة إنها أشبه "ببني آدم حي" مستنيين إننا نتعرف عليه ونكون أصدقاء معاه.

فكر كده، إنت بتصاحب الناس إزاي؟

مش بتيجي أول ما تشوف حد وتقعد تدرس "تركيبة الجمل" بتاعته، ولا بتطلب منه يحفظلك السيرة الذاتية بتاعته. بتتكلم معاه، بتعرف هو بيحب يسمع إيه من المزيكا، وإيه المسلسلات اللي بيحب يتابعها، وبتتشاركوا الضحك والقصص. إنت بتقضي وقت معاه عشان إنت بتحب "الشخص ده" لذاته.

تعلم اللغات المفروض يكون كده برضه.

السر اللي بيخلي "الفاشل في اللغة" يبقى محترف

عندي واحد صاحبي، قدر بتحويل اللغة لصديق ليه، إنه يتحول من واحد كل الناس كانت بتعتبره "فاشل في اللغات" لواحد بيتكلم كذا لغة أجنبية بطلاقة.

وهو في المدرسة، كان مستواه وحش في الإنجليزي والفرنساوي والإسباني، كل لغة فيهم. وخصوصًا الإسباني، مع إنه شبه لغته الأم البرتغالي أوي، ورغم كده كان بيجيب فيها درجات وحشة. كان بيكره الحفظ، وعلى طول سرحان في الحصص، وكل اللي بيفكر فيه هو إنه يروح يلعب كورة بعد المدرسة.

الفصل التقليدي كان عامل زي "خطوبة الصالونات" المحرجة، بتبقى مادة دراسية هو مش مهتم بيها وبيتفرض عليه إنه يذاكرها بالعافية، فطبيعي كان عايز يهرب منها.

بس الغريب إنه طول عمره كان بيحب اللغات. كان عايز يفهم جيرانه الإسبان وهما بيتكلموا، وكان بيحلم بالثقافة الفرنسية. التغيير الحقيقي حصل بعد ما لقى سبب إنه "يصاحب" اللغات دي.

كل صيف، بيت المصيف بتاعهم اللي على البحر بيبقى زحمة ومولع، والقرايب والأصحاب بيتكلموا بلغات مختلفة. ولما كانوا بيتكلموا فرنساوي عن أغاني زمان المشهورة، أو أي "إفيه" مشهور من الأفلام، كان بيحس إنه غريب ومابيعرفش يشارك معاهم في الكلام.

الإحساس إنه "عايز يندمج معاهم" ده، كان عامل زي لما بتكون عايز تدخل دايرة صحاب روشين، فبتبدأ بشكل لا إرادي إنك تتعرف على اهتماماتهم وهواياتهم. بدأ هو بنفسه يسمع أغاني فرنساوي، ويتفرج على مسلسلات إنجليزية، عشان كان عايز يبقى فيه مواضيع مشتركة كتير يتكلم فيها مع أهله وأصحابه.

شايف، اللي كان بيخليه يتعلم مش درجات الامتحانات، لكن "إحساس التواصل" – الرغبة إنه يرتبط بالناس اللي بيحبها والثقافات اللي بيحبها.

لما بيقدر دلوقتي يدندن أغنية فرنسية قديمة كده ع الهوا، ويضحّك أصحابه كلهم، الإحساس بالإنجاز ده أحسن بكتير من أي درجة عالية في الامتحان.

إزاي "تصاحب" لغة؟

لما فهم النقطة دي، الطريقة بقت سهلة بشكل مش عادي. صاحبي ده لخص الموضوع في 3 خطوات أساسية، زي 3 مراحل لما تتعرف على أصحاب جدد:

الخطوة الأولى: تلاقي "مواضيع مشتركة"، مش "هدف مادي"

ناس كتير لما بتيجي تتعلم لغة، أول حاجة بتسألها: "إيه أكتر لغة مفيدة؟ أو اللي ممكن تكسب منها فلوس أكتر؟"

ده عامل زي إنك تصاحب حد بس عشان تشوف عيلته وإمكانياته، العلاقة دي أكيد مش هتدوم كتير.

الدافع الحقيقي، بيجي من جواك، من حبك للحاجة دي بجد. إنت بتحب تتفرج على الأنمي الياباني أوي؟ يبقى روح ذاكر ياباني. مدمن K-pop كوري ومش قادر تبطله؟ يبقى ذاكر كوري. حاسس إن الأفلام الفرنساوي ليها جو خاص ومفيش زيها؟ يبقى ذاكر فرنساوي.

لما بتندمج بجد في ثقافة بتحبها، مش هتيجي تحسب "أنا ذاكرت كام ساعة النهارده". هتلاقي نفسك بتغوص فيها بشكل طبيعي، زي ما بتتفرج على مسلسل أو بتسمع أغاني، وهتستمتع بالعملية دي. هو ده أقوى وأطول محرك للتعلم.

الخطوة الثانية: تعمل "علاقة يومية"، مش "مواعيد متخططلها"

الصداقة، قيمتها إنها تبقى موجودة في حياتك اليومية، مش مجرد "مواعيد رسمية" بتعملها يومين وتريح تلاتة.

بلاش بقى تجبر نفسك تقعد كل يوم ساعة، قصاد كتاب ممل وتصمم تخلصه بالعافية. خلي تعلم اللغة جزء من روتينك اليومي، خليها تبقى عادة في حياتك.

الطريقة اللي صاحبي ده بيستخدمها هي:

  • لما بيصحى الصبح: وهو بيغسل سنانه، وبيعمل قهوته، بيسمع 30 دقيقة من تسجيلات صوتية فرنساوي، ويكرر وراها بصوت عالي. الشغلانات البسيطة دي مش محتاجة تفكير، وده بيبقى أحسن وقت لـ"تمرين الودان".
  • وهو ماشي: بيمشي أكتر من عشر آلاف خطوة كل يوم، الوقت ده بيستخدمه عشان يسمع بودكاست فرنساوي. كده هو رياضي وبيمرن ودانه في نفس الوقت.

طريقة التعلم الـ"بالمرة" دي، بتقلل صعوبة الاستمرارية بشكل كبير. لأنك مش بتضيف مهمة جديدة على اللي عندك، إنت بتستغل وقت كده كده كنت هتضيعه.

الخطوة الثالثة: تتكلم "بجرأة"، مش "تستنى الكمال"

لما بتتعامل مع أصحاب جدد، أكتر حاجة بتخاف منها إنك تفضل ساكت عشان خايف تقول كلمة غلط.

الهدف الأساسي من اللغة هو التواصل، مش مسابقة إلقاء. محدش هيضحك عليك عشان غلطة بسيطة في القواعد. بالعكس، مجهودك وشجاعتك هيكسبوك احترام وصداقة.

عشان كده، إتكلم بجرأة. حتى لو كنت بتكرر ورا حاجات لنفسك في الشارع بصوت عالي، زي صاحبي كده (لدرجة إن أصحاب صاحبته افتكروه "عنده حاجة في دماغه"). إلبس سماعة الودان، الناس هتعتقد إنك بتتكلم في التليفون، وده هيساعدك تتغلب على خوفك في البداية.

التكرار والتقليد، هما أسرع طريقة عشان اللغة تبقى "جزء منك". بوقك هيعمل "ذاكرة عضلات"، ومخك هيتعود على النطق والإيقاع الجديد.


خلاص بقى، إنسى قواعد النحو وقوائم الكلمات اللي بتوجع دماغك.

أحسن طريقة عشان تتعلم لغة، إنك متعتبرهاش "مذاكرة".

دور على ثقافة تحسسك بالحماس، ودخلها في حياتك اليومية، وبعدين إتكلم بجرأة عشان تبني تواصل حقيقي.

ولما تكون جاهز إنك تحول حبك للغة دي لصداقات مع ناس أكتر في العالم، أدوات زي Intent ممكن تساعدك تاخد أول خطوة. هو تطبيق شات مدمج فيه ترجمة بالذكاء الاصطناعي، بيخليك حتى لو حصيلة كلماتك قليلة، تقدر تتكلم مع الناطقين الأصليين للغة في أي مكان في العالم بسهولة من أول يوم. ده عامل زي لما تكون بتتكلم مع صاحب جديد لأول مرة، وفي مترجم جنبك بيفهمك وبيوصل كلامك.

دلوقتي، إسأل نفسك: أكتر لغة عايز تصاحبها هي إيه؟