بطل تركز على "الطلاقة" كده، فهمك لتعلم اللغات ممكن يكون غلط من الأول خالص.

مشاركة المقال
وقت القراءة المقدر 5-8 دقائق

بطل تركز على "الطلاقة" كده، فهمك لتعلم اللغات ممكن يكون غلط من الأول خالص.

أنت مش كده برضه؟

حفظت تلات آلاف كلمة، وموبايلك مليان تطبيقات تعليم، لكن لما تقابل حد أجنبي، لسه مش بتعرف تقول غير "Hello, how are you?" بتبدأ تشك في نفسك: طب إمتى بقى الواحد يعتبر نفسه "طليق"؟ الهدف البعيد ده، عامل زي جبل كبير، خانقك ومش مخليك تاخد نفسك.

دايماً بنفتكر إن تعلم اللغات زي امتحان طويل، و"الطلاقة" دي هي ورقة الإجابة اللي واخد فيها الدرجة النهائية. بس النهاردة، عايز أقول لك: الفكرة دي، غلط من جذورها.

انسى الامتحانات بقى. تعلم اللغات، في الحقيقة أقرب لتعلم الطبخ.

لما تعتبر اللغة زي الطبخ، كل حاجة هتبقى واضحة

تخيل طباخ مبتدئ، هدفه إنه يبقى شيف ميشلان. لو عمل حاجة واحدة بس – قعد يحفظ وصفات الأكل بجنون، وحفظ أسماء آلاف المكونات وخواصها صم، هل هيعرف يعمل أكل لذيذ؟

أكيد لأ.

ممكن يقعد يتفرج على كومة مكونات فاخرة (الكلمات اللي أنت حفظتها) ومستغرب، لكن مش عارف إزاي يجهز الحلة ويسخن الزيت، وإزاي يركب المكونات مع بعضها، وفي الآخر يعمل طبق "أكلة محدش يرضى ياكلها".

مش ده هو حالنا دلوقتي في تعلم اللغات الأجنبية؟ إحنا مهووسين بـ"كم مكون حفظناه"، مش بـ"كم طبق مميز نقدر نعمله".

"الطلاقة" مش إنك تعرف كام كلمة، لكن هي قدرتك على إنك تستخدم الكلمات اللي تعرفها عشان تعمل "أكلة محترمة" – يعني تكمل عملية تواصل فعالة.

تلات أوهام عن "الطلاقة"، كأنهم تلات كتب طبخ ملهاش لازمة

أول ما تبدأ تبص للغة بمنطق "الطبخ"، هتلاقي مشاكل كتير كانت محيراك بقالها كتير، وضحت في لحظتها.

1. الوهم الأول: عدد الكلمات = الطلاقة؟

في ناس حكمت عليا إني "مش طليق" عشان نسيت كلمة مش مستخدمة كتير في نص حوار.

ده زي ما نقول إن أستاذ طباخ عشان ما يعرفش يعمل حلزون فرنساوي، يبقى مش طباخ شاطر، حاجة تضحك.

الشيفات الأساطير بجد، مش بيدوروا على إنهم يعرفوا كل مكونات الأكل في العالم، لكن هدفهم إنهم يقدروا يستخدموا المكونات الشائعة اللي في إيدهم، ويعملوا بيها طعم يبهر الناس. بنفس الطريقة، علامة المتحدث المتقن للغة، مش إنه يعرف كل كلمة في القاموس، لكن إنه يقدر يستخدم الكلمات اللي هو عارفها بذكاء، ويعبر عن أفكاره بوضوح وسلاسة.

2. الوهم التاني: "الطلاقة" دي خط نهاية يا أبيض يا أسود؟

إحنا دايماً بنفتكر إن مستوى اللغة حالتين بس: "طليق" أو "مش طليق".

ده زي ما نقسم الطباخين لـ"شيف أسطوري" و"مبتدئ مطبخ". لكن الحقيقة إن اللي بيعرف يعمل طبق بيض وطماطم بس، ده يعتبر بيعرف يطبخ ولا لأ؟ أكيد اه! هو كده حل مشكلة غداه.

مستواك في اللغة برضه كده. لو قدرت النهاردة تطلب قهوة باللغة الأجنبية بنجاح، يبقى أنت عندك "طلاقة طلب القهوة". ولو قدرت بكره تتكلم مع صاحبك عن فيلم، يبقى عندك "طلاقة الكلام عن الأفلام".

"الطلاقة" مش خط نهاية بعيد، دي حاجة ديناميكية بتتوسع باستمرار. هدفك مش المفروض يكون "تبقى شيف ميشلان"، لكن "يا ترى عايز أتعلم أعمل إيه أكلة النهاردة؟"

3. الوهم التالت: المتحدث الأصلي للغة ده "طليق بشكل كامل"؟

اسأل أصحابك اللي حواليك، هل يعرفوا كل الأمثال الشعبية الصينية؟ هل عارفين معنى كلمات زي "擘画"، "肯綮"، "踔厉"؟

الغالبية العظمى منهم لأ.

الإحصائيات بتقول إن حصيلة الكلمات اللي بيعرفها المتحدث الأصلي في حياته كلها، بتكون بس 10-20% من إجمالي كلمات لغته الأم. أيوة، لو كان فيه "امتحان كبير" للغتنا الأم، كل واحد فينا هيرسب فيه.

المتحدث الأصلي بيبقى "طليق" مش عشان هو عارف كل حاجة، لكن عشان بيعرف يستخدم اللغة بسلاسة وطلاقة في مجال حياته وشغله اللي متعود عليه. هما متخصصين في "مجال الأكل" بتاعهم، مش إله الأكل الشامل.

بطل تطارد أوهام، وابدأ "الطبخ" بجد.

عشان كده، بطل تسأل "إزاي أبقى طليق؟".

المفروض تسأل نفسك سؤال أوضح وأقوى: "إيه اللي عايز أخلصه باللغة الأجنبية النهاردة؟"

عايز تتكلم مع صديق أجنبي جديد عن بلدك؟ ولا عايز تفهم تقرير عن نجمك المفضل؟ ولا عايز تعمل اجتماع قصير مع عميل؟

الجبل البعيد ده اللي هو "الطلاقة"، قسمه لوصفات أكل صغيرة ممكن تعملها بإيدك. كل ما تخلص واحدة، ثقتك في نفسك وقدرتك هتزيد أكتر.

جوهر التعلم مش "استقبال" معلومات، لكن هو "الخلق" و"الإنشاء". أحسن طريقة للتعلم إنك تدخل "المطبخ" على طول، وتبدأ تشتغل.

طبعًا، الواحد وهو بيتعلم لوحده في المطبخ ممكن يحس بالوحدة والعجز شوية، بالذات لو ما لقاش "المكونات" (الكلمات) المناسبة أو ما عرفش "خطوات الطبخ" (القواعد)時.

في اللحظة دي، أداة كويسة ممكن تبقى زي مساعد الشيف اللي جاهز في أي وقت. زي أبلكيشن الشات Intent، خاصية الترجمة بالذكاء الاصطناعي اللي فيه، عاملة زي "وصفة الأكل الذكية" بتاعتك. لما تتوه أو تعطل، بيقدر يساعدك تلاقي أنسب طريقة للكلام، ويخليك تتكلم مع أصحابك من كل حتة في العالم بسهولة تامة. هو بيخلق لك مطبخ حقيقي، ويخليك تمارس وتطبخ كل محادثاتك بجرأة.

النمو الحقيقي، بييجي من كل حوار حقيقي، ومن كل مرة "بتطلع الأكل" صح.

من النهاردة، انسى كلمة "الطلاقة" اللي مالهاش وجود دي.

ركز على "الأكلة" اللي عايز تعملها النهاردة، واستمتع بمتعة التواصل اللي بتخلقها اللغة. هتكتشف إنك لما بتبطل تطارد منظر الجبل من فوق، بتكون أصلاً ماشي في قلب المنظر.